صلاة التهجد في رمضان من بين النوافل التي يحرص المسلمون على أدائها في الشهر الكريم للتقرب إلى الله، فكيف تصلى؟ ومتى؟ وكم عدد ركعاتها؟.
رمضان المعظم هو شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، شهر العتق والرحمة والغفران، شهر الصدقات والإحسان، شهر تفتح فيه أبواب الجنات، وتضاعف فيه الح سن ات، شهر تجاب فيه الدعوات، وترفع فيه الدرجات، وتغفر فيه السيئات، ويجود الله فيه على عباده بأنواع الكرامات.
صلاة التهجد سُنّة، حيث ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنّه قال: (أَحَبُّ الصيامِ إلى اللهِ صيامُ داودَ، كان يصومُ يوماً ويُفْطِرُ يومًا، وأَحَبُّ الصلاةِ إلى اللهِ صلاةُ داودَ، كان ينامُ نصفَ الليلِ ويقومُ ثُلُثَهُ، وينامُ سُدُسَهُ).
وذكرت دار الإفتاء المصرية أنه قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن صلاة القيام من أفضل الصلوات المسنونة التي يمكن أن يؤديها المسلم بعد صلاة الفريضة.
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "أَفْضَلُ الصِّيامِ، بَعْدَ رَمَضانَ، شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ، وأَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ".
وقال الله تعالى في كتابه العزيز: "أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ".
وصلاة التهجد لها فضائل عديدة، حيث تساعد على الإخلاص والتدبر والفهم، وسبب لتكفير السيئات والذنوب.
وفي حديث للرسول صلى الله عليه وسلم عن فضل صلاة التهجد قال: "عليكُم بقيامِ اللَّيلِ، فإنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحينَ قبلَكُم، و قُربةٌ إلى اللهِ تعالى ومَنهاةٌ عن الإثمِ و تَكفيرٌ للسِّيِّئاتِ، ومَطردةٌ للدَّاءِ عن الجسَد".
يتساءل كثيرون عن وقت صلاة التهجد، ووفقا للشريعة الإسلامية فإنَّ صلاة النفل لا تكون إلَّا بعد أداء صلاة الفرض.
وعليه فإنَّ وقت صلاة التهجد يبدأ بعد الانتهاء من صلاة العشاء ويستمر إلى آخر الليل، فيكون الليل كله من بعد العشاء إلى الفجر وقتا للتهجد.
لكن أفضل وقت لصلاة التهجد هو آخر الليل أو ما قارب الفجر ودخل في الثلث الأخير من الليل؛ حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "أيُّكُمْ خافَ أنْ لا يَقُومَ مِن آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ، ثُمَّ لِيَرْقُدْ، ومَن وثِقَ بقِيامٍ مِنَ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ مِن آخِرِهِ، فإنَّ قِراءَةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَحْضُورَةٌ، وذلكَ أفْضَلُ".
ويدل هذا الحديث على أن أفضل صلاة الليل هي ما كانت في آخر الليل، مع جواز التهجد أول الليل لمن خشي أن ينام فيفوته فضلها.
وعن الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا قال: (ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة، حين يبقى ثلث الليل الآخر إلى السماء الدنيا، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يستغفرني فأغفر له؟ من يسألني فأعطيه؟".
ما هو عدد ركعات صلاة التهجد؟، سؤال يكثر البحث عنه مع اقتراب العشر الأخير من شهر رمضان الكريم.
وتختلف عدد ركعات صلاة التهجد في رمضان باختلاف رغبة كل فرد، فأقل عدد هو ركعتان خفيفتان وركعة للوتر، وأكثر عدد غير محدد.
لكن الأصل أن يختتم المصلي صلاته بركعة من الوتر أو ثلاث ركعات أو خمس، ودليلهم على ذلك الحديث الذي في صحيح مسلم ويرويه أبو هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "إذا قامَ أحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلْيَفْتَتِحْ صَلاتَهُ برَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ".
صلاة التهجد هي ذاتها صلاة قيام الليل باختلاف كون مصلي التهجد يقوم إلى الصلاة بعد أن ينام نومة يسيرة، فإن طريقة صلاة التهجد هي ذاتها طريقة أداء صلاة قيام الليل.
أما طريقة صلاة التهجد فلها العديد من الطرق والحالات التي يجوز أداؤها بها، ومن تلك الطرق أن ينام من أراد أداء صلاة التهجد ولو نومة يسيرة، ثم يقوم في منتصف الليل فيصلي ركعتين خفيفتين، ثم يصلي بعد ذلك ما شاء من ركعات.
ويجب أن تكون صلاته ركعتين ركعتين؛ فيسلم بعد كل ركعتين، وبعد أن يتم ما أراد من صلاة التهجد يوتر بركعة واحدة كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، ويجوز له كذلك أن يوتر بثلاث ركعات، أو بخمس.
وشرحت السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها كيفية صلاة التهجد عندما قالت إن النبي صلى الله عليه وسلم: (كان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة؛ يوتر من ذلك بخمس لا يجلس إلا في آخرهن).
وكحديثِ عائشةَ رضيَ اللَّهُ عنها أنَّهُ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يصلِّي من اللَّيلِ تسعَ ركَعاتٍ لا يجلسُ فيها إلَّا في الثَّامنةِ، فيذكرُ اللَّهَ ويحمَدُهُ ويدعوهُ، ثمَّ ينهضُ ولا يسلِّمُ، ثمَّ يقومُ فيصلِّي التَّاسعةَ، ثمَّ يقعدُ فيذكرُ اللَّهَ ويحمدُهُ ويدعوهُ، ثمَّ يسلِّمُ تسليمًا يسمِعُناهُ، ثمَّ يصلِّي ركعتينِ بعدما يسلِّمُ وهوَ قاعدٌ، فتلكَ إحدى عشرةَ ركعةً، فلمَّا أسنَّ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- وأخذهُ اللَّحمُ، أوترَ بسبعٍ وصنعَ في الرَّكعتينِ مثلَ صُنعِهِ في الأولى.
وفي لفظٍ عنها: "فلمَّا أسنَّ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- وأخذهُ اللَّحمُ أوترَ بسبعِ ركعاتٍ لم يجلس إلَّا في السَّادسةِ والسَّابعةِ، ولم يُسلِّمْ إلَّا في السَّابعةِ، وفي لفظٍ: صلَّى سبعَ ركعاتٍ، لا يقعدُ إلَّا في آخرِهنَّ".
أي أن الرسول كان يصلي من الليل تسع ركعات لا يجلس فيها إلا في الثامنة، فيذكر الله ويحمده ويدعوه، ثم ينهض ولا يسلم، ثم يقوم فيصلي التاسعة، ثم يقعد فيذكر الله ويحمده ويدعوه، ثم يسلم تسليما يسمعناه، ثم يصلي ركعتين بعدما يسلم وهو قاعد، فتلك إحدى عشرة ركعة.
ورغم تعدد طرق أداء صلاة التهجد فإن الأفضل على الإطلاق أن يصلي العبد كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي.
أما إذا صلى المسلم بطريقة أخرى فلا حرج عليه؛ كأن يوتر بواحدة فقط بعد الانتهاء من صلاة التهجد، أو صلى الوتر خمس ركعات سردها كاملة ولم يجلس إلا في الركعة الأخيرة، الأهم أن يخشع في صلاته ويؤديها بحقها فلا ينقرها نقرا.
أما من حيث الجهر والإسرار بصلاة التهجد فذلك متروك لتقدير المصلي، فإن رأى الأفضل في رفع صوته والجهر بالصلاة جهر بها، وإن رأى الإسرار بها وخفض صوته في القراءة أفضل له أسرّ بها.
تشترك صلاة التهجد وقيام الليل في أكثر من قاسم مشترك، فكل منهما من النوافل وتؤدي في الليل، لكن أيضا هناك أوجه اختلاف بينهما.
والاختلاف فيما بين صلاة التهجد وقيام الليل يكون كالتالي:
- صلاة قيام الليل
هي كل صلاة نافلة تؤدى بعد صلاة العشاء أو في أي وقت من أوقات الليل حتى طلوع الفجر.
وقيام الليل يكون بالصلاة والذكر والدعاء، وقراءة القرآن، وغير ذلك من العبادات في أي ساعة من ساعات الليل
- صلاة التهجد
هي ما يُصليه المرء من قيام الليل بعد أن يستيقظ من النوم، والتهجد يكون بعد النوم ليلا ولو ل فترة ثم الاستيقاظ للصلاة فقط دون غيرها من العبادات، ويُفضل أن يكون في ثلث الليل الأخير.
وقد ورد عن الصحابي الجليل الحجاج بن غزية رضي الله عنه ما يدل على هذا الفرق، حيث قال: (يحسب أحدكم إذا قام من الليل يصلي حتى يصبح أنه قد تهجد، إنما التهجد المرء يصلي الصلاة بعد رقدة، ثم الصلاة بعد رقدة، وتلك كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم له).
لم يرد في الشريعة الإسلام نص صريح بضرورة قراءة سور أو آيات معينة من القرآن الكريم دون غيرها في صلاة التهجد.
والثابت عن رسول الله محمد صلّى الله عليه وسلَّم أنَّه كان يقرأ بسورة الأعلى وسور الكافرون وسورة الإخلاص في الركعات الثلاث في صلاة الوتر.
ولكنَّ الأفضل على المسلم ألَّا يداوم على هذه السور حتَّى لا يظنَّ أنَّها لازمة فتكون بدعة والعياذ بالله، ولكي لا يظن الناس أنَّها واجبة في هذه الركعات.
وبناء على هذا يمكن القول إنَّه يحل للمسلم أن يقرأ ما شاء من كتاب الله تعالى في صلاة التهجد، وله فيما قرأ الأجر والثواب من الله تبارك وتعالى، والله أعلم.
عين الاخبارية
طفل ي لايف
قمي بتحميل تطبيق طفلي لايف
واحصلي على تذكير مجاني لوقت تطعيم الطفل
حاسبة موعد الولادة
جدول فحوصات الحمل
اختبار نوع الجنين
يوميات الحمل
التطعيمات
تسجيل النمو
بستان المعرفة
ألبوم الطفل
مراحل تطور الحمل
أسماء بنات من القرآن وأنهار الجنة نادرة ومميزة
مشروب السبانخ والافوكادو.. يدعم صحة الجنين
رسالتك اليوم👀حتمية الوصول لن تأتي إلا..!
اكتشفي الأكلات التي ترفع الضغط المنخفض عند الحامل
بيتزا الكيتو بدون عجين مناسبة للريجيم
تطبيق طفلي لايف
يركز على صحة الأم والطفل ، وهو الاختيار المشترك لملايين الأمهات
تم النسخ