يكتشف الأب أن ابنه كذب عليه عندما قال له إنه نام في منزل صديقه المفضّل الذي يثق به، وهذا الأخير روى ال قصة نفسها لوالديه، فيما سهر الاثنان لدى صديق ثالث.
وفي حين زعمت نهى أنها أمضت النهار في بيت صديقتها روعة، اكتشفت الوالدة أنها ذهبت مع صديقة أخرى إلى السينما. هنا تتزاحم الأسئلة الاتهامية: كيف كان قادرًا على الكذب بوقاحة؟ هل هذا الكذب مقلق أم عادي؟ وكيف يمكن معاقبته؟
يرى اختصاصيو علم نفس المراهق، أن المراهقين ولكي يكتسبوا استقلاليتهم يحتاجون إلى الهروب من سيطرة أهلهم. وبالتالي فإنه بدءًا من سن 12-13 سنة، تظهر لوائح الكذب والأسرار بهدف إيجاد مساحة من الحرية. فيما الأهل ي شعر ون بالألم لفقدان علاقتهم التكاملية الجميلة بأبنائهم، ويغضبون لأنهم خدعوهم ويركزون على فقدان الثقة.
فيسمع المراهق جملة «أشعر بخيبة أمل كب يرة»، «أريد أن أعرف أين كنت ومع من». وهذا ردّ فعل دفاعي يحجب رغبة الأهل في الحفاظ على السيطرة.
وفي ال مقابل من المعلوم أن المراهقة تتميّز بمرحلة الدخول في عالم من الغموض النسبي، وبالتالي فإن المراهق يرغب في بعض الخصوصية والأسرار التي يجب احترامها، وهذا جزء من بناء استقلاليته. لذا يجدر بالأ هل ا لفصل بين كذب المراهق الخطر وأسراره.
فتزوير توقيع أو سرقة نقود من محفظة والده هو أكثر خطورة من تمزيق ورقة عقوبة مدرسية بسبب ثرثرة، أو الزعم بأنه بات عند صديقه لل تحضير للا متحان فيما خرج للسهر عند صديق آخر. لذا فإن على الأهل التفكير مليًا في أسباب الكذب عند ابنهم أو ابنتهم المراهقة:
هل يواجه صعوبة في المدرسة؟ هل منحوه الحرية في التعبير عن حقيقة ما يشعر به؟
ف غالب ًا يكذب المراهق لأن والديه لا يثقان به، أو لأنهما لم يوفّرا له الوسائل التي تعزّز استقلاليته. فيما بعض المراهقين يكذبون بشكل مستمر، ويخترعون قصص ًا مثيرة ليلفتوا اهتمام أقرانهم ويثيروا إعجابهم. وقد يكون الكذب وسيلة لإخفاء أسرار أو مشكلات يراها المراهق في الغالب معيبة، وهو من دون وعي، يحاكي سلوك والديه اللذين يتصرّفان على هذا النحو، فبدل أن يكذبا، عليهما مواجهة المشكلة بشكل إيجابي.
في المقابل، ورغم أن المراهق قادر على توقع خيبة أمل الآخر، ويعرف عواقب عدم النزاهة والكذب، فإنه لهذه الأسباب يكذب:
ماذا على الأهل القيام به؟
عدم إخضاعه لتحقيق صارم... وانتظار الحصول على «أدلة» لإدانته
إذا كان الأهل متأكدين من أن ابنهم أو ابنتهم تكذب أو فعلت شيئًا خاطئًا، عليهم ألا يشرعوا في التحقيق مع المراهق في شكل صارم يشعره بأنه متهم ووالده محقق شرطة، إذ لا يجوز أن تصبح العلاقة بينهما على هذا النحو، خصوصًا عندما يكشف له الأهل الأدلة التي تدينه، فالمراهق سيشعر بأن أهله تحوّلوا محققين في مركز للشرطة، وهو المتهم الذي عليه الدفاع عن نفسه، فكلّما عمل الأهل على استجوابه بشكل قاس، دافع عن نفسه بشكل عنيف إلى درجة حدوث شجار بينه وبينهم، وهذا قد يجعل المراهق أحيانًا يبحث عن الوسيلة المثلى لجعل كذبه أكثر احترافية، ويتفادى العقوبات التي قد تكون قاسية وفي غير محلها.
لذا من الأجدر بالأهل أن يتحاوروا مع المراهق في شكل هادئ، ويتحرّوا منه عن الدافع وراء كذبه، بدل الصدام العنيف المتبادل بين الطرفين.
فمثلاً عندما يعلم الأهل أن ابنهم قد طرد من المدرسة مدة أسبوع، وهو خلال هذا الأسبوع كان يدّعي أنه يذهب إلى المدرسة، بدل الشجار معه ومعاقبته بحرمانه من مصروف الجيب أو منعه من الخروج، عليهم في البداية معرفة أسباب الطرد، ثم الدافع الذي جعله يكذب، وتشجيعه على قول الحقيقة مهما كانت.
فالمراهق الذي يتمادى في كذبه قد يكون يعاني قلة ثقة إما بنفسه أو بأهله أو بالمحيط الاجتماعي الذي يعيش في إطاره.
عدم نصب فخ له وإعادة النظر في رد فعلهم عندما يعرفون أن ابنهم كذب
يعمد بعض الأهل إلى نصب فخ لابنهم أو ابنتهم إذا ما شعروا بأنها تكذب، فمثلاً قد تضع الأم عن قصد النقود على الطاولة لتتحرى ما إذا كانت ابنتها ستأخذها، ومن ثم تسألها فتنفي البنت مما يثير غضب الأم وتدين ابنتها بالكذب لأنها رأتها بالجرم المشهود، فتشعر البنت بأن أمها تتعامل معها على أساس أنها سارقة ومتهمة، مما يفقدها الثقة بها.
لذا بدل نصب الفخاخ، على الأهل أن يطمئنوا أبناءهم المراهقين ويشعروهم بالأمان والمحبة مهما فعلوا. فإذا لاحظت الأم أن ابنتها تكذب عليها، تتحدث إليها بهدوء أن الكذب لا يجعلها شابة راقية أو ذكية، لأن حبل الكذب قصير، وعواقبه تؤثر فيها أولاً وأخيرًا، فالكذب يجعل الإنسان قلقًا ومتوترًا وخائفًا، وهي، أي الأم، لا تريدها أن تضع نفسها في مواقف محرجة ومخجلة كهذه.
فإذا احتاجت إلى نقود، من الأجدى أن تطلب من والدتها، وإذا بررت البنت أنها لم تكن موجودة أو أنها نسيت، لا تقول لها الأم «أنت كاذبة»، بل بكل بساطة عليها أن تنبهها إلى ضرورة إعلامها، لأنها مثلًا شعرت بالحرج عندما أرادت أن تدفع في السوبرماركت.
التشديد على القيم الخاصة بدل تركيز الحديث على مساوئ الكذب
إذا كذب المراهق ليبرّئ نفسه من ذنب أو خطأ ارتكبه، على الأهل ألا يصرّوا على كذبه ومحاولة إثبات أنهم محقّون، أي أنه كاذب.
بل عليهم توضيح القيم التي يعتقدونها وما رأيه في أفعاله: «أنت تقول بأن هذه السجائر ليست لك، ولكن أنا لا أصدّقك. أعتقد أنك تخاف من رد فعلي.
كنت تعرف أنني لا أريدك أن تدخن!»، «لا يهم ما اذا بدأت أم لا! أنا أريد منك أن تذكر أن من المهم بالنسبة إلي أن ...»، «لديك من الإدراك ما يكفي لمعرفة ما هو جيد أو سيئ! إذا كنت تشعر بأن ما يقوم به أصدقاؤك هو خطأ، يجب ألا تفعل مثلهم!».
المسامحة إذا اعترف بخطئه
من الضروري أن يظهر الأهل تفهمهم وأن من الصعب في بعض الأحيان قول الحقيقة، ولكنهم يقدّرون شجاعته في قولها. «أعتقد أنك تخشى أن يخيب أملي. ولكن إذا كنت تقول لي الحقيقة، يمكنك أن تكون فخورًا بنفسك». فتأكيد شجاعته إذا قال الحقيقة، يخفف من محاولات الكذب لاحقًا.
إعلامه بأنهم يعرفون سبب كذبه
«أعتقد أنك تخاف من رد فعل يخيب ظني بك...»، «أعتقد أنك ترغب في تجنب القيام بهذه المهمة...»، «هل من الممكن أن تكون غاضبًا مني وتفعل هذا لتعارضني؟»، «أظن أنك لست فخورًا بما فعلته»... فمبادرة الأهل في توضيح أسباب الكذب، تريح المراهق وتشعره بالثقة بنفسه وبأهله، لأنهم تفهّموا أسبابه.
قمي بتحميل تطبيق طفلي لايف
واحصلي على تذكير مجاني لوقت تطعيم الطفل
حاسبة موعد الولادة
جدول فحوصات الحمل
اختبار نوع الجنين
يوميات الحمل
التطعيمات
تسجيل النمو
بستان المعرفة
ألبوم الطفل
مراحل تطور الحمل
طهارة الصبي بين الصواب الخطأ
هكذا تساعدين طفلك على تخطي التبول الليلي بكل سهولة
كيف تشرحين لطفلك الفروق الجسدية بين الولد والبنت؟
طرق تنزيل الدورة المتأخرة بشكل سريع وآمن
مشكلة الشخير : هذه 4 علاجات طبيعية للتخلص منها
تطبيق طفلي لايف
يركز على صحة الأم والطفل ، وهو الاختيار المشترك لملايين الأمهات
تم النسخ